مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

قوله تعالى: {إن الذين كفروا سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون 6 ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة ولهم عذاب عظيم 7}

صفحة 1533 - الجزء 3

  لم يعص مغلوباً، ولم يطع مكرهاً، ولم يرسل الرسل عبثاً {ذَلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ ٢٧}⁣[ص].

  قال الشيخ: فما القضاء والقدر اللذان ما سرنا إلا بهما، فقال علي #: الأمر من الله والحكم، وتلا: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ}⁣[الإسراء: ٢٣] فنهض الشيخ مسروراً، وأنشأ يقول شعراً:

  أنت الإمام الذي نرجوا بطاعته ... يوم النشور إلى الرحمن رضوانا

  الأبيات، العناء: التعب والنصب، والتلعة هنا: ما ارتفع من الأرض، وهذا الأثر نص صريح فيما ذهبنا إليه، وفيه أن المجبرة هم القدرية وغير ذلك من الفوائد. ثم إني أنشدكم الله هل أمرنا رسول الله ÷ بالرجوع عند الاختلاف إلى علي بن أبي طالب أو إلى أبي هريرة الدوسي - إن كان قال هذه الرواية -؟ ومن الذي أخبر النبي ÷ بأنه باب مدينة علمه وعيبته، وأن الحق معه، وأمرنا بالأخذ بحجزته، والسلوك في واديه، وقال فيه: «هذا وحزبه هم المفلحون»؟ الحمد لله الذي جعلني من ولده، ونظمني في حزبه، ورزقني حبه، وهداني إلى معرفة حقه، حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه.

  وبعد؛ فهذا الخبر معارض لما حكاه الله عن آدم من اعتذاره، ونسبة الظلم إلى نفسه وإلى زوجه: {قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ٢٣}⁣[الأعراف] هذا دين أبي البشر آدم #، ودين الأنبياء والصالحين من ولده #، قال الله حاكياً