المسألة الأولى [في حقيقة المنافق]
  قوله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ ٨}[البقرة]
  روي إجماع المفسرين على أن هذه الآية نزلت في المنافقين، وإنما اختلفوا هل نزلت في منافقي أهل الكتاب؟ أم في منافقي المشركين؟ وكذلك ما بعدها من الآيات إلى تمام ثلاث عشرة آية كما في كتب التفسير، وتتعلق بها مسائل:
المسألة الأولى [في حقيقة المنافق]
  في حقيقة المنافق، وهو في اللغة: من يظهر أمراً، ويبطن خلافه، مأخوذ من النافقاء، وهو أحد جُحَرة(١) اليربوع حيث كان يخفي أحد بابيه ويظهر الآخر.
  قال في الصحاح: لليربوع ثلاثة جحرة: القاصعاء: وهو الذي يستعمله ويقصع فيه أي يدخل، والدامًّاء: وهو الذي يخرج منه التراب من دَمَّ اليربوع جحره أي كنسه، والنافقاء: هو الذي يكتمه، ويظهر غيره، ويرققه فإذا أتي(٢) من قبل القاصعاء ضرب النافقاء برأسه فانفتق أي خرج، وقد ذكر الناصر نحوه في البساط.
(١) بتقديم الجيم جمع جحر. تمت.
(٢) أي أتاه شيءٌ يخافه من حية أو غيرها. تمت مؤلف.