مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

المسألة الثانية [في التكليف]

صفحة 1695 - الجزء 3

  وقال النظام: هو جسم لطيف شابك هذا الجسم، وعبر عنه بالروح، والروح عنده الحياة، ولا يريد بالحياة المعنى الذي هو عرض؛ لأنه ينفي جميع الأعراض إلا الحركة، بل هي والروح عنده شيء واحد، وهو جوهر واحد مداخل للجسد.

  قال النجري: وليس المراد الوحدة الحقيقية⁣(⁣١)؛ لأنه يقول بتجزئ الجزء، بل الوحدة النوعية، فذلك الجوهر جسم لطيف محتوٍ على أجزاء غير متناهية، وهذا الجوهر عنده غير مختلف ولا متضاد بل هو متماثل، وقال: هو قادر عالم حي لذاته، ومداخلته للشخص كمداخلة الدهن للسمسم. وقال بشر بن المعتمر: بل هو جملة لطيفة جسمية، وتلك الجملة ضد للجسم الظاهر؛ لأنها لطيفة وهو كثيف، وصفتها مضادة لصفته؛ لأن اللطافة والكثافة متضادان عنده، وأما الروح فهو الذي تحيا به تلك الجملة، وكأنه جعله نفس الحياة. قال: والشخص الظاهر والإنسان هما بمجموعهما حيان. وفي كلام ابن متويه بأن الإنسان عند بِشْرٍ مجموع تلك الجملة والحياة.

  وقال هشام بن الحكم مثل مقالة بشر، إلا أنه يقول: إن الجسد موات، وإن الروح هو الإنسان الذي هو جملة لطيفة، وإنه هو الحي المدرك للمدركات، المنسوب إليه التأثيرات، وليس الروح هو نفس الحياة كما قاله بشر.


(١) يعني التي لا تتجزأ. تمت مؤلف.