مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

تفسير قوله تعالى: {ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين 8}

صفحة 1709 - الجزء 3

  على ما سماه إنساناً ما يجوز على الإنسان⁣(⁣١) من الحركة، والمكان وغيرهما.

  قلت: والمراد بالمنضمين هنا الإنسان الذي يقوله النظام والجسم المشاهد كما هو المفهوم من الكلام، وأما الإمام عز الدين فجعلهما الحركة والجوهر؛ لأنه قال: قد عورض بالحركة فإنها توجب للجوهر كونه متحركاً، وهي في نفسها غير متحركة، والجوهر قبل حلولها فيه غير متحرك، فكيف يصير متحركاً بضم ما ليس بمتحرك إليه - ذكره في المعراج - ولا مانع من المعارضة بالأمرين.

  الوجه الثاني: مما احتج به أن الإنسان قادر عالم حي لذاته، والصفة الذاتية من حقها أن ترجع إلى الأحاد⁣(⁣٢).

  والجواب: أنا لا نسلم أن هذه الصفات ذاتية⁣(⁣٣) إذ لو كانت كذلك لاستحال خروج أحدنا عنها، والمعلوم خلافه؛ وأيضاً لو كانت ذاتية لشاركته سائر الجواهر في ذلك لتماثلها.

  فإن قيل: مذهبه أنها غير متماثلة.

  قلنا: هو ظاهر البطلان لما مر من اشتراك الجواهر في الجوهرية، وأنها صفة ذاتية، وأن الاشتراك في الصفة الذاتية يوجب التماثل.

  الوجه الثالث: أن العرض إنما يوجب لمحله فقط كالحركة، فلو كانت


(١) الذي يقوله الجمهور. تمت مؤلف.

(٢) يعني والمعلوم أن آحاد هذه الجملة ليست حية ولا قادرة ولا عالمة فتعين أن يكون الإنسان غيرها. تمت مؤلف.

(٣) أي أنه يستحقها لذاته. تمت مؤلف.