تفسير قوله تعالى: {ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين 8}
  وأما السنة فمنها حديث السيلقية «رفرف روحه فوق النعش وهو ينادي يا أهلي ويا ولدي ...» الخبر، وما في قصة المعراج من ملاقاة النبي ÷ للأنبياء $، ووصفه لخلقتهم، ومنها ما رواه المحدثون من طرق أن أرواح الشهداء في أجواف طير خضر، وفي بعضها: تأوي إلى سدرة المنتهى، وسيأتي ذكر طرقه في سورة آل عمران، وقوله ÷ في أهل القليب يوم بدر: «ما أنتم بأسمع منهم» وسيأتي تخريجه في موضعه إن شاء الله.
  والجواب: أنه سيأتي الكلام على كل آية، وما يطابقها من السنة في مواضعها من كتابنا هذا إن شاء الله تعالى، ونكتفي في هذا الموضع بذكر ما أجاب به والدنا أمير المؤمنين عز الدين ابن الحسن #، ففيه البغية المقصودة، والضالة المنشودة، فنقول:
  قال #: الجواب عن ذلك أنه ليس في الآيات، والأخبار المذكورة تصريح بأن هذه الأشياء المقبوضة والمرسلة، والأرواح هي التي تسمى الإنسان، ويتوجه إليه المدح والذم، والثواب والعقاب، وهذا هو محل النزاع، وأقرب الآيات إلى المعنى المتنازع فيه آية الشهداء، والحكم عليهم بأنهم أحياء، مع مشاهدة موت جثثهم، والعلم به ضرورة، ونحن نقول: لا مانع من أن يحيي الله الجثث في قبورها، كما هو الظاهر، والذي يقضي به كلام المفسرين.
  قال جار الله ما لفظه: بل أحسبهم أحياء عند ربهم، مقربون عنده، ذوو زلفى، كقوله: {فَالَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ}[فصلت: ٣٨] يرزقون كما ترزق سائر