مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

تفسير قوله تعالى: {ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين 8}

صفحة 1734 - الجزء 3

  لا يرويان في الصحيحين إلا عن العدول، فمن جهلنا حاله حكمنا بعدالته استناداً إلى ذلك الأصل. كما حكم كثير من الزيدية بصحة ما كتب الأئمة وشيعتهم، مستندين إلى أنه قد علم من حالهم أنهم م في لا يروون إلا عن العدول الثقات، ولما مر من أن مجهول العين إذا وصفه أحد الأئمة بالثقة كان كافياً؛ ثم إنا لو سلمنا أن فيهما مجاهيل، وأن الشيخين لم ينصا على أنهما لم يقبلا إلا الثقات، ولا علم من حالهما، أو أن الوصف بالثقة في الجملة لا يكفي فلا نسلم الإجماع عن قبول روايتهما، فإن أئمة العدل سيما الزيدية يروون كثيراً من أخبارهما، ولم يقبلوا إلا ما طابق العقل، والكتاب، والسنة الصحيحة.

  قال الحسن بن يحيى #: وسألت عن سماع العلم من أهل الخلاف وذكرت أن قوما يكرهون ذلك.

  فالجواب في ذلك: أن رسول الله ÷ قد بلغ ما أمر به، وعلم أمته ما فرض الله عليهم، وما سنه رسول الله ÷ فيهم، ولم يقبض إلا عن كمال الدين، فسنة رسول الله ÷ منقسمة عند من سمعها من أصحابه، فمنهم من حفظ، ومنهم من قدم وأخر، ونسي وغفل، ومنهم من بدل وغير، وزاد ونقص، فقد ثبتت الحجة من رسول الله ÷ من أمته على أن بلغ إليهم ما أمر به، ودلهم علي من يحفظ ما نسوا، ويعلم ما جهلوا بالتمسك به عند اختلافهم، ولا تابع له عند تفرقه، فقال: «يا علي حربك حربي، وسلمك سلمي، وأنت مع الحق، والحق معك» ثم أعلمهم بموضع الحق والهدى بعد