مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

المسألة الثانية [في الفرق بين المعاند من غيره]

صفحة 1753 - الجزء 3

المسألة الثانية [في الفرق بين المعاند من غيره]

  في هذه الآية رد لما ذهب إليه الجاحظ، والعنبري، من أنه لا عقاب على من لم يكن كفره عناداً، وقد مر ذكر مذهبهما في ذل؛ ووجه الرد عليهما بالآية أن الله تعالى قد أخبر عن هؤلاء المنافقين بأنهم لا يشعرون بخداعهم لأنفسهم بالباطل، ثم أخبر بعد ذلك بأن لهم عذاباً أليماً بما كانوا يكذبون.

المسألة الثالثة [في قبح الخداع]

  دلت الآية الكريمه على قبح الخداع، ولا شبهة في ذلك.

  قال الرازي: اعلم أنه لا شبهة في أن الخديعة مذمومة، والمذموم يجب أن يتميز عن غيره كي لا يفعل. ثم قال بعد أن ذكر معناها اللغوي: وأما حدها فهو إظهار ما يوهم السلامة والسداد، وبطلان ما يقتضي الإضرار بالغير، والتخلص منه، فهو بمنزلة النفاق في الكفر، والرياء في الأفعال الحسنة، وكل ذلك بخلاف ما يقتضيه الدين؛ لأن الدين يوجب الاستقامة، والعدول عن الغرور، والإساءة، كما يجب المخالصة لله تعالى في العبادة.

  قال: ومن هذا الجنس وصفهم المرائي بأنه مدلس، إذا ظهر خلاف مراده، ومنه أُخِذَ التدليس في الحديث؛ لأن الراوي يوهم السماع ممن لم يسمع، وإذا أعلن ذلك لا يقال بأنه مدلس. وفي الجامع الكافي: