المسألة الرابعة [في الدليل على تحريم الحيل]
  عن العينة، فقالا: (إن الله لا يخدع هذا مما حرم الله ورسوله) فسميا ذلك خداعاً. وسمى أمير المؤمنين # نكاح التحليل تلبيساً وتدليساً، كما في رواية العلوم، والجامع الكافي. وقال أيوب السختياني في أهل الحيل: يخادعون الله كما خادعوا الصبيان، فلو أتوا الأمر عياناً كان أهون علي. وقال شريك بن عبد الله في كتاب الحيل: هو كتاب المخادعة.
  قال ابن القيم: وتلخيص هذا أن الحيل المحرمة مخادعةٌ لله، ومخادعة الله حرام.
  أما المقدمة الأولى: فإن الصحابة والتابعين وهم أعلم الأمة بكلام الله، ورسوله، ومعانيه سموا ذلك خداعاً.
  وأما الثانية: فإن الله ذم أهل الخداع، وأخبر أن خداعهم إنما هو لأنفسهم، وأن في قلوبهم مرضاً، وأنه تعالى خادعهم، فكل هذا عقوبة لهم. قال: ومدار الخداع على أصلين:
  أحدهما: إظهار فعل لغير مقصوده الذي جعل له.
  الثاني: إظهار قول لغير مقصوده الذي وضع له، وهذا منطبق على الحيل المحرمة.
  الوجه الثاني: ما سيأتي في مواضع من كتاب الله تعالى من تحريم أكل أموال الناس بالباطل، وقصة أصحاب السبت، وغير ذلك من الآيات الدالة على تحريم الحيل.
  قلت: سيأتي أن في الاستدلال ببعضها نظراً.