مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

تفسير قوله تعالى: {يخادعون الله والذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون 9}

صفحة 1792 - الجزء 3

  روي أنه لما سئل عن الحديث المأفوك في علي والعباس، قال: الله عالم بحالهما أني لا أتهمهما في بني هاشم، يعني الزهري وعروة.

  قلت: أما الزهري فقد روى عنه في شرح ابن أبي الحديد ما يدل على تبرمه من الحديث، واتهامه لعائشة في روايته.

  توفي معمر سنة ثلاث وخمسين ومائة، احتج به الجماعة، وروى له الهادي في المنتخب، وأئمتنا الأربعة، وفي المناقب. والحديث أخرجه أبو داود، وأحمد، ومالك في الموطأ، والبزار، وعبد بن حميد، وأبو يعلى، والحاكم وصححه، والبيهقي وقد أعل بالإرسال؛ لأنه قد رواه بعضهم عن عطاء بن يسار عن النبي ÷ كما في أمالي أبي طالب.

  قال في النيل: لكنه قد رواه الأكثر عنه⁣(⁣١) عن أبي سعيد، والرفع زيادة يتعين الأخذ بها. وفي صحيح البخاري: حدثنا علي بن عبد الله، حدثنا يزيد بن زريع، حدثنا خالد، عن حفصة بنت سيرين، عن أم عطية الأنصارية، قالت: دخل النبي ÷ على عائشة فقال: «هل عندكم شيء؟» فقالت: لا، إلا شيء بعثت به إلينا نسيبة من الشاة التي بعثت بها من الصدقة، فقال: «إنها قد بلغت محلها».

  أما علي فهو ابن المديني، وخالد هو الحذا، ونسيبة هي أم عطية. الحديث وأخرجه مسلم. وأخرج مسلم عن عبيد بن السباق قال: إن جويرية زوج النبي ÷ أخبرته أن رسول الله ÷ دخل عليها


(١) أي عن مَعْمَر.