تفسير قوله تعالى: {ذهب الله بنورهم وتركهم في ظلمات لا يبصرون 17 صم بكم عمي فهم لا يرجعون 18}
  قوله تعالى: {ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لَا يُبْصِرُونَ ١٧ صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ ١٨}[البقرة]
  الذهاب لغة: الانطلاق. والنور: الضوء من كل نير، ونقيضه الظلمة؛ وسمي نوراً لاضطرابه وحركته. والترك: التخلية، اترك هذا أي دعه وخله؛ وفي تضمينه معنى التصيير وتعديته إلى اثنين خلاف. والظلمة: عدم النور، أو عرض ينافيه. والإبصار: الرؤية. والصمم: داء في الأذن يسد العروق، فيمنع من السمع، وأصله من الصلابة، قالوا: قفاه صماء(١)، أي صلبة.
  وقيل: أصله السد، صممت القارورة سددتها. والبكم: آفة تحصل في اللسان تمنعه من الكلام.
  وقيل: الذي يولد أخرس، وقيل: الذي لا يفهم الكلام، ولا يهتدي إلى الصواب، فيكون آفة في الفؤاد. والعمى: ظلمة في العين تمنع من إدراك المبصرات. والرجوع: إن لم يتعد فهو بمعنى العود، وإن تعدى فهو بمعنى الإعادة.
  وفي هذه الجملة مسائل:
(١) لعلها: صمٌ.