المسألة الأولى [في الضياء والظلمة]
المسألة الأولى [في الضياء والظلمة]
  قد مر عن الإمام أحمد بن سليمان # أنه قال: الضياء والظلمة عرضان، وهو قول أبي الهذيل على ما رواه عنه في الغياصة.
  وقال السيد مانكديم، والشيخ أحمد بن الحسن الرصاص وغيرهما من أصحابنا: بل هما جسمان رقيقان، فالنور جسم رقيق مضيء، والظلمة جسم رقيق غير مضيء. وقال الإمام يحيى: النور عرض، والظلمة عدم النور، ووافقه الزمخشري في الظلمة، وقال: النور نقيضها.
  احتج الأولون على أنهما عرضان بوجوه:
  أحدها: أن الأجسام المنيرة والمظلمة مشتركة في الجسمية، ومتباينة في النور والظلمة، فما اشتركت فيه يجب أن يكون مغايراً لما اختلفت فيه، فثبت أن الجسمية غير النور والظلمة.
  الثاني: أن الجسم المعين يصير مضيئاً بعد أن كان مظلماً وبالعكس، وجسميته باقية في الحالين، فوجب أن يكون مغايراً لهذين الوصفين.
  الثالث: أن الشمس إذا كانت محاذية لكوة في البيت صار البيت مضيئاً بطلوعها، فإذا سدت الكوة صار مظلماً، فلو كان النور جسماً لبقي بعد سد الكوة في البيت.