المسألة الثامنة [دلالة الآية على قدرة الله]
  لا مبالغة فيهما؛ وهو قوي؛ لأن صفات الله تعالى الذاتية لا يتصور فيها مبالغة والقوي.
  فإن قيل: القوي ليس بمعنى قادر، وإنما هو الشديد. فإنهم يقولون: حبل قوي. أي شديد.
  قيل: استعماله في الشديد مجاز، تشبيهاً بالقادر الذي يصعب منعه، ولذلك لا يطرد، فلا يقال: ريشة قوية.
  فإن قيل: لو كان معناه ومعنى قادر واحداً لصح أن يجري كلاً منهما على الشديد تجوزاً.
  قيل: لا يلزم صحة ذلك، فإنه لا يبعد التجوز بأحد اللفظين المترادفين في موضع دون الآخر؛ ألا ترى أنه يتجوز بالغائط عن الحدث، ولا يتجوز عنه بالأرض المطمئنة، مع أن معناهما واحد، فيقال: جئت من الغائط، أي عن الحدث، ولا يكنى عنه بالأرض المطمئنة، فيقال: جئت من الأرض المطمئنة. ومما يدل على أن معناهما واحد أنه لا يجوز أن يقال: فلان قوي على كذا وليس بقادر عليه، أو العكس، فلولم يكن معناهما واحداً لما امتنع ذلك. وملك، ورب، وقد مر الكلام عليهما، والخلاف في ذلك؛ وكذا في مالك. والجبار؛ ومعناه أنه إذا أراد فعلاً من أفعاله لم يصح أنه يمنع، فيلحقه ذلة وضيم، وهو مأخوذ من قولهم: نخلة جبارة، إذا فاتت اليد وامتنعت أن تنال. وقيل: هو من استمر وكثر منه سد حاجة