تفسير قوله تعالى: {يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون 21 الذي جعل لكم الأرض فراشا والسماء بناء وأنزل من السماء ماء فأخرج به من
  قال: أخبرنا محمد بن بندار، ثنا الحسين بن سفيان، ثنا إبراهيم بن يعقوب، ثنا سعد بن سليمان(١) ثنا يحيي بن المتوكل، ثنا عمر بن محمد، عن ابن دينار، عن ابن عمر: قال رسول الله ÷: «الأعمال عند الله سبعة: عملان موجبان وعملان بأمثالهما، وعمل بعشرة أمثاله، وعمل بسبعمائة، وعمل لا يعلم ثوابه إلا الله، فأما الموجبان فمن لقي الله يعبده مخلصاً لا يشرك به شيئاً وجبت له الجنة، ومن لقي الله قد أشرك به وجبت له النار، ومن عمل سيئة جزيَ مثلها، ومن أراد أن يعمل حسنة ولم يعمل بها جزيَ مثلها، ومن عمل حسنة جزي عشراً، ومن أنفق ماله في سبيل الله ضوعفت له نفقته الدرهم بسبعمائة والدينار بسبعمائة، والصيام لا يعلم ثواب عامله إلا الله تبارك وتعالى» ونقل في البدر الساري عن جماعة من قدماء العترة # القول بوجوب الثواب مع القول بأن التكاليف شكر منهم: علي #، وفاطمة الزهراء، والقاسم، والهادي، والمرتضى وصرح في الأساس بأن الثواب والعقاب يستحقان عقلاً، وهذا هو معنى الوجوب، فثبت بما قررنا أن كون التكاليف شكراً لا يمنع لوجوبه، كما أن كونها لطفاً لا يمنع ذلك عند القائل بها مع أنها مقابلة النعم كما مرَّ، وقد أورد القرشي(٢) على القائلين تأبي عندهم في بأنها ألطاف مع القول بأنها لأجل الإنعام بأصول النعم السابقة إلزام
(١) قوله (سعد بن سليمان) في الأم: سعيد، وفي الجداول سعد، وقال: الصواب سعاد بن سليمان. تمت مؤلف.
(٢) المراد من ذكر جواب القرشي هو الجواب الثاني لأنه الذي يستشهد به على عدم التنافي بين كون الطاعات شكراً ووجوب الثواب، وأما الأول فإنما ذكرناه لبيان ما فيه من التكلف المنافي للمطلوب تمت مؤلف.