المسألة السابعة [وجوب النظر]
  قلت: ويسمى هذا النطق توحيداً، وقد نص عليه في التمهيد، واحتج بأنه يفيد أن الله واحد، قال: وزعم عباد أن قول لا إله إلا الله ليس بتوحيد، قال: ولو كان توحيداً لوجب دوامه؛ لأن التوحيد يجب أن يكون مستداماً(١) قال #: وهذا خطأ لأنه لا يمتنع أن يكون توحيداً وإن لم يكن دائماً، ثم ذكر من الفائدة في ذلك نحو ما تقدم(٢).
  المرتبة الثانية: اعتقاد مضمون هذا الإقرار بالتقليد، وهذا حال كثير من الخلق ممن قصر عن بلوغ مراتب النظر، والوصول إلى حقيقته وهؤلاء هل يكونون سالمين في الآخرة أم لا؟ فيه خلاف بين المتكلمين، فالأكثر منهم على أنهم ناجون، ومنهم من قطع بهلاكهم، قال: والمختار عندنا أنهم ناجون لأنهم مصدقون بالله، ورسوله، واليوم الآخر، وجازمون بصحة هذه الأمور وإن عدموا السكون للقلب والطمأنينة.
  قلت: واحتج في التمهيد على نجاتهم بأن صاحب الشريعة ÷ كان يقبله من الأعراب، قال: ولو كلفهم العلم اليقين لعجزوا عن إدراكه لقصور أفهامهم، وزاد في التمهيد شرطاً لسلامتهم، وهو سلامة اعتقادهم عن الزلل، وهذا معنى قول القاسم # أن مقلد المحق ناجٍ.
  المرتبة الثالثة: العلم بهذه الأصول على سبيل الجملة، وهذا هو الذي يكون من أصحاب الجمل فإنهم يعلمونها بأوائل الأدلة
(١) أي يجب أن يدوم المكلف عليه ولا يخرج عنه بحال، وكلمة التوحيد قد يخلو المكلف عن النطق بها أكثر أوقاته تمت مؤلف.
(٢) من حقن الدم ونحوه. تمت مؤلف.