مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

المسألة الرابعة عشرة [في نفي الشريك لله تعالى]

صفحة 2204 - الجزء 4

  من الزيدية: إنهم كفار، وصرح به القاسم والهادي، والناصر، وأبو طالب، والإمام أحمد بن سليمان، والمنصور بالله، وروي عن زيد بن علي، وروى الإمام أبو عبد الله الداعي، والأمير الحسين إجماع أهل البيت $ على ذلك، وبالغ بعضهم حتى كفر الشاك فيكفرهم، والشاك في كفر الشاكب وممن قال بكفرهم عدلية الإمامية. وذهب إلى عدم كفرهم جماعة من المعتزلة، وهم المتقدمون منهم، ومنهم من متأخريهم: محمد بن شبيب، وأبو الحسين، وأبو الفضل بنشروين، وهو مذهب المؤيد بالله، والإمام يحيي؛ وروى بعض السادة عن المؤيد بالله أنه قال: طريقة التكفير و التفسيق السمع إما نص في آية لا يختلف في تأويلها، أو خبر مجمع على صحته لا يختلف في تفسيره، أو إجماع أمة، أو إجماع أهل البيت $ و ليس يوجد شيء من ذلك في تكفير المجبرة، وحكى الفقيه حميد عنه التصريح بأن الجبر إثم عظيم، وحوب كبير، وفي المعراج عن كتاب الهوسميات الكبير: أن رأيه الأول كان تكفيرهم، ولعل هذه الرواية هي مستند ما روي عن الأمير الحسين من أنه صحح عن المؤيد بالله القول بتكفير المجبرة، ونفى عنه القول بعدم كفرهم، ولعل الأمير لم يطلع على رواية عدم التكفير، ورجوع المؤيد بالله إليه من طريق صحيحة، ولو اطلع على هذه الطرق التي حكيناها لم يجزم بنفيها عنه. والله أعلم.

  وقد كان الرأي الأول للمنصور بالله عدم تكفيرهم، وصرح به في حديقة الحكمة، ثم رجع إلى القول به، وبالغ فيه. هذا وقد ذكر منقال بكفرهم في تكفيرهم وجوهاً، لكن قال القرشي: إنه لا يمكن