المسألة الأولى [إثبات نبوة سيدنا محمد ÷]
  أما اللغوية فقال الراغب: العجز أصله التأخر عن الشيء. وهو ضد القدرة، وأعجزت فلاناً، وعجزته، وعاجزته: جعلته عاجزاً، وقال الإمام المهدي: هو في اللغة كل فعل يقدر عليه بعض القادرين دون بعض، يقال: أعجزني هذا الفعل، أي لم أقدر أن أفعل مثله، والمعنى أن ظهور قدرة فاعلةٍ كانت سبباً للحكم بعجزي عنه، فهذا معنى أعجزني أي كان سبباً للحكم بعجزي؛ لا أنه سبب عجزي فليس كذلك، وإنما سبب العجز عدم القدرة، وإنما المعجز سبب الحكم بالعجز، لا سبب وقوع العجز.
  وقال في الغياصة: هو لغة يستعمل في الفاعل والفعل، أما في الفاعل فالمعجز من أعجز غيره كالمُقْدِرِ من أقدر غيره، وأما في الفعل فهو ما تعذر على القادر بقدرة إيجاد مثله في جنسه، كالصور والألوان، أو نوعه كالقدر، أو صفته كفصاحة القرآن، أو مقداره كنتق الجبل وقلب المدائن، أو وقوعه على وجه دون وجه كالكلام الموجود في الحصى والشجر؛ فلأنا لا نقدر على إيقاعه على هذه الصفة، فما وجد من الأفعال على أحد هذه الوجوه فهو معجز؛ لأنه متعذر علينا إيجاده كذلك، وأما في الاصطلاح فقد ذكر العلماء له حدوداً كثيرة، فقال السيد مانكديم، والإمام المهدي وغيرهما: هو الفعل الذي يدل على صدق المدعي للنبوة، وله شبه بالمعنى اللغوي؛ لأنه سبب للحكم بعجز من لم يظهر عليه مثله. وقيد بعضهم الفعل بكونه خارقاً للعادة، ولا حاجة إليه؛ لأن الفعل لا يكون معجزاً إلا إذا كان خارقاً للعادة، بحيث يعجز البشر عن الإتيان بمثله. وقد أورد على هذ الحد