مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

تفسير قوله تعالى: {وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين 23 فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا فاتقوا النار الت

صفحة 2263 - الجزء 4

  ولا بمعجزته أحد من الخلق، سوى محمد ÷، بل نعلم ضرورة امتناع ذلك؛ وإِذا كان ممتنعا فنقول:

  الواجب على من علم دعوة ذلك النبي ومعجزته أن يظهر ما علمه؛ ليعارض به دعوى الكاذب ويبطلها، والعادة قاضية بأنه لا بد من وقوع ذلك، ولما لم ينقل شيء من ذلك علمنا أن ذلك المفروض لم يقع.

  فإن قيل: لعله لم يبعث إلا إلى محمد ÷ فقط، فصدقه وأخذ كتابه، ثم لما هلك ذلك النبي ادعاه معجزة له.

  قيل: مثل ذلك لا يجوز؛ لأن من حق البعثة أن يكون لطفاً للمبعوث إليه، ولا تكون مفسدة، واللطف الواقع من جهة الله تعالى لا بد أن يلتطف به من فعل له، ولو قدرنا هذا التقدير خرجت البعثة عن كونها لطفاً إلى كونها مفسدة، وذلك لا يجوز من الله فعله، ولذا قلنا: إنه لا يجوز بعثة نبي لا يجيبه أحد من الناس، بل لا بد أن يعلم أنه يلتطف به ملتطف، هكذا أجاب الإمام المهدي، قال #: ولأجل هذا يضعف عندنا ما روي عن القاسم بن إبراهيم⁣(⁣١) #


(١) الإمام القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب # نجم الآل الأكرمين. ولد بالمدينة سنة (١٦٩ هـ) فاق أقرانه، وكان وحيد عصره، وفريد دهره، وعين زمانه، فقها، وعلما، وتواضعاً، وورعاً، وشجاعة، مكث بمصر ما يقارب عشر سنوات نشر خلالها عقائد أهل البيت، وكان المأمون يشدد في طلبه، ولما توفي شقيقه محمد بن إبراهيم قام بأمر الإمامة، وبايعه رؤساء العترة، حتى سميت بيعته البيعة الجامعة لإجماعهم عليها. طاردته الجيوش العباسية مرارا في اليمن والحجاز، خلف لنا تراثاً فكرياً رائعاً، ومنه: (كتاب العدل والتوحيد)، (والدليل الكبير على الله)، (والرد على الروافض)، (والرد على الملحد)، وله الكثير من المؤلفات التي تزيد على العشرين مؤلفاً: أخباره كثيرة، ومناقبه غزيرة. توفي سنة (٢٤٦ هـ) بالرس ¦.