تفسير قوله تعالى: {وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين 23 فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا فاتقوا النار الت
  قال الرازي: وكذلك قد تواترت الأخبار عن جميع الأتراك أنهم يقدرون على استجلاب الرياح، واستنزال الأمطار، وتبريد الهواء في الصيف، وتسخينه في الشتاء وغير ذلك، ويجوز أيضاً أن تلك المعجزات مما أجرى الله العادة بحدوثها على دوران الفلك، وهي مختلفة في الدوران، فمنها ما يدور كل اليوم كطلوع الشمس، وقد يكون في شهر كاستهلال الهلال، إلى غير ذلك من الأدوار حتي ان منها ما لا يعود إلا في ستة وثلاثين ألف عام، فيجوز أن يكون حدوث الخوارق في زمن النبي ÷ إنما هي موافقة لأحد الأدوار والعادات، ومع ما ذكر من التجويزات فلا نقطع بدلالة المعجز على النبوة لاحتمال أن يكون حصولها لأحد هذه الأسباب.
  والجواب: أما القول بوقوعها على الوجه الذي تدعيه الفلاسفة فذلك الوجه المدعى باطل، وقد أبطلنا كون الإنسان ما يدعون في المسألة الثانيةِ من ما يتعلق بقوله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ ...} الآية [البقرة: ٨].
  وأما تأثير النفوس فهو باطل لما مرَّ(١) من أنه لا مؤثر حقيقة إلا الفاعل المختار وهو الله تعالى فيما لم يكن من أفعال الخلق، وإذا ثبت بطلان مذهب الفلاسفة بطل ما ترتب عليه.
  وأما سائر ما ذكروه فهي أمور يمكن تعلمها والاطلاع عليها، وذلك معلوم، فإن المنجمين وأهل الصناعات والرياضات يحتاجون في معرفتها إلى من يعلمهم أصولها أو يتعلمونها من الكتب الموضوعة
(١) في الفاتحة. تمت مؤلف.