مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

المسألة الأولى [إثبات نبوة سيدنا محمد ÷]

صفحة 2282 - الجزء 4

  وسماع القرآن منه بأنه ملك مرسل من عند الله تعالى، وأن ما جاء به كلام الله جل وعلا، وذلك يصح عند المشاهدة، والسماع، كما يصح أن يخلق لنا علماً ضرورياً بأن هذا الذي شاهدناه الآن هو الذي شاهدناه أمس، وأن الكلام المسموع الآن هو الكلام المسموع بالأمس، سواء سواء.

  الثاني: أن يظهر على يديه - أعني الملك - معجزة تدلُّ على صدقه كما أظهر لموسى حين كلمه أن ذلك كلام الله، فحينئذٍ يعلم صدقه فيعلم بخبره أنه كلام الله تعالى، وهذا الوجه هو الذي عرف به نبينا ÷ صدق جبريل #، فإنه أتاه بمعجزة تدل على ذلك، وهيما رواه أبو طالب في الأمالي قال: أخبرنا أبي، أنا محمد بن الحسن، ثنا محمد الصفار، عن محمد بن الحسين، ثنا جعفر بن بشير، ثنا أبان، ثني محمد بن مروان، عن محمد بن سنان، عن الصادق، عن أبيه، عنجده، عن علي # قال: تراءى لرسول اللّه ÷ جبريل # بأعلى الوادي وعليه جبة من سندس فأخرج له درنوكاً من درانيك الجنة فأجلسه عليه ثم أخبره أنه رسول الله إليه، وأمره بما أراد أن يأمره به، فلما أراد جبريل أن يقوم أخذ رسول اللّه ÷ بطرف ثوبه فقال له: ما اسمك؟ فقال: جبريل. فقام رسول الله ÷ فلحق بالغنم فما مرَّ بشجرة ولا مدرة إلا سلمت عليه وقالت: السلام عليك يا رسول الله، وكان يرعى غنماً لأبي طالب عمه. ورواه الإمام أحمد بن سليمان # في (الحقائق).