مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

تفسير قوله تعالى: {وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين 23 فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا فاتقوا النار الت

صفحة 2287 - الجزء 4

  فرفعت بصري فإذا الملك الذي جاءني بحراء جالس على كرسي بين السماء والأرض فرعبت منه، فرجعت، فقلت: زملوني زملوني فأنزل الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ ١ ...} إلى قوله: {وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ ٥}⁣[المدثر] فحمي الوحي وتتابع). وأخرجه محمد بن سليمان الكوفي حاكم الهادي بصعدة في مناقبه.

  وروى الإمام أحمد بن سليمان # في (الحقائق) أن جبريل # جاءه ÷ فأخرجه إلى البقيع وانتهى به إلى مقبرة فإذا جثوة في التراب فضربها برجله وقال: قم بإذن الله، فانتفض التراب فإذا شخص قد صار حياً وهو يقول: يا حسرتا على ما فرطت فيجنب الله، ثم ضربها فعادت إلى ما كانت، وانتهى به إلى جثوة أخرى فضربها فقام صاحبها وهو يقول: الحمد لله، ثم ضربها فعادت إلى ما كانت، فقال: يا محمد فعلى هذا تبعثون.

  فهذه التي تضمنتها هذه الأحاديث معجزات ظاهرة لصدق حقيقة المعجز عليها دالة على صدق جبريل ~ فيما جاء به، وفي دعواه الرسالة من عند الله تعالى إليه.

  قال الإمام المهدي: ولا يجوز أن يكون علم النبي ÷ بصدق جبريل حاصلاً من إعجاز القرآن؛ لأنه لا يمكنه القطع بصحة نبوته ÷ وبأن القرآن كلام الله إلا بعد معرفة عجز الجن والإنس عن الإتيان بمثله، وذلك لا يكون إلا بعد مهلة طويلة، وبعد أن يتحداهم به، وإذا لم يقطع لم يمكنه إظهار عجزهم والإخبار به على القطع؛ إذ لا يأمن أن يكون فيهم من يقدر على ذلك.