مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

المسألة الأولى [إثبات نبوة سيدنا محمد ÷]

صفحة 2293 - الجزء 4

  المفيدة، وهو النوع الذي يتداوله الناس جميعاً في مخاطباتهم وقضاء حوائجهم ويقال له: المنثور من الكلام.

  والثالثة: ضم بعض ذلك إلى بعض ضماً له مبادئ ومقاطع، ومداخل، ومخارج، ويقال له: المنظوم.

  والرابعة: أن يعتبر في أواخر الكلام مع ذلك تسجيع، ويقال له: المسجع.

  والخامسة: أن يجعل مع ذلك وزن، ويقال له: الشعر. والمنظوم إما محاورة ويقال له: الخطابة، وإما مكاتبة ويقال له: الرسالة.

  فأنواع الكلام لا تخرج عن هذه الأقسام، ولكل من ذلك نظم مخصوص؛ والقرآن جامع لمحاسن الجميع على نظم غير نظم شيء منها؛ يدل على ذلك أنه لا يصح أن يقال له: رسالة، أو خطابة، أو شعر أو سجع، كما يصح أن يقال: هو كلام، والبليغ إذا قرع سمعه فصَل بينه وبين ما عداه من النظم؛ ولهذا قال تعالى: {لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ}⁣[فصلت: ٤٢] تنبيهاً على أن نظمه ليس على هيئة نظم يتعاطاه البشر، فيمكن أن يغير بالزيادة والنقصان كحالة الكتب الأُخَر.

  وقال الرازي في رواية الإمام المهدي وصاحب المواقف عنه: بل وجه إعجازه الفصاحة، وغرابة الأسلوب. ورواه الموفق بالله عن بعض المحدثين، واختاره ابن عطية ورواه عن الجمهور، ولفظه الصحيح والذي عليه الجمهور والحذاق في وجه إعجازه: أنه بنظمه وصحة معانيه وتوالي فصاحة ألفاظه.