تفسير قوله تعالى: {وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين 23 فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا فاتقوا النار الت
  والجواب على من قال: بأن وجه إعجازه ما أنبأ به من أخبار القرون الماضية بنحو ما مرَّ مَّن الجواب عن القول بأن وجه إعجاره اشتماله على الإخبار بالمغيبات المستقبلة.
  هذا وأما سائر الوجوه المذكورة في وجه إعجازه فهي إما راجعة إلى الفصاحة، أو خاصة وفضيلة للقرآن.
  قال القرشي بعد أن أبطل القول بالصرفة وغيرها من الوجوه المدعاة في الإعجاز ما عدا الفصاحة ما لفظه: فثبت أن الأصل في الإعجاز هو الفصاحة، وإن صح أن يكون في هذه الأمور المذكورة وجه في الإعجاز آخر، لكن الأصل في الإعجاز هو الفصاحة وما عداها تبع، قال: وكذلك # كونه أتى بالقرآن وهو أمي لا يقرأ ولا يكتب مطابقاً لصحيح اللغة وفصيحها، وللقصص الصحيحة البعيدة العهد، ومطابقاً للعقول في أكثر أحكامه، حتى صار يرجع إليه في أكثر أدلة العقل، وما يتعلق بالنحو واللغة وسائر الأحكام، وكذلك كون شرعه ÷ مؤيداً لا يزداد إلا قوة وعلواً، فإن كل هذه لا تستقل وجهاً في الإعجاز، ولكنها مؤكدة له.
  قال الإمام عز الدين: يعني أن كل واحد منها لم يقصد جعله وجهاً في الإعجاز، وسبباً في التحدي، وإن كان يمكن استقلال بعضها بالدلالة على النبوة.
  قلت: وقد مرَّ عن الإمام المهدي أن في القرآن ثلاث معجزات.