مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

المسألة الثامنة [الدلالة على أن النار قد خلقت]

صفحة 2321 - الجزء 4

  للتحدي معنى، ويلزمهم أن يكون الباري تعالى في التحقيق متحدياً لنفسه، ولا شكَّ أنه قادر على مثله فلا يثبت الإعجاز. ثم إنه قد مرأن المعجز ما يكون من فعل الله تعالى ناقضاً للعادة، فإذا كان المعتاد ليس بفعل لهم لم يكن بينه وبين الخارق فرق؛ لأن الجميع من قبل الله تعالى.

المسألة السابعة [ما هو الاتقاء المذكور في الآية]

  اتقاء النار المأمور به كناية عن الاحتراز من العناد، كأنه قيل: فإذا عجزتم عن الإتيان بمثله فاحترزوا من إنكار كونه منزلاً من عند الله فإنه موجب للعقاب، فوضع فاتقوا النار موضعه؛ لأن اتقاء النار من نتائج ترك العناد، من حيث أن اتقاء النار ترك المعاندة؛ فيؤخذ من هذا أن فعل التقوى خشية من النار مجزٍ ومنج منها، وأن فاعل التقوى لذلك قائم بما فرضِ الله عليه، وقد تقدم الكلام في المسألة في قوله تعالى: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ}⁣[الفاتحة: ٥].

المسألة الثامنة [الدلالة على أن النار قد خلقت]

  قوله تعالى في النار: {أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ ٢٤}⁣[البقرة] يدلُّ على أن النار مخلوقة الآن، وقد اختلف العلماء في خلقها وخلق الجنة:

  فقال القاسم، والهادي، والإمام أحمد بن سليمان، وقاضي القضاة، وأبو هاشم، وضرار بن عمرو، ومنذر بن سعيد البلُّوطي،