مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

تفسير قوله تعالى: {وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين 23 فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا فاتقوا النار الت

صفحة 2331 - الجزء 4

  وقد مرَّ حكاية إجماع علماء العترة $ على ذلكَ. وفي الجامع الكافي عن الحسن بن يحيى، ومحمد بن منصور أنهما قالا: من قال: إن الله تعالى لم يخلق الجنة والنار ولكن يخلقهما بعد فإنا نقول: إن هذا القول تكلف من قائله وجرأة وقذف بالغيب وبدعة. ويجاب بأن الخلاف مشهور كما مرَّ.

  قلت: ولعل المراد إجماع السلف، ويؤيده ما مرَّ عَن المرتضى.

  احتج المجوزون للأمرين بأنه لا قطع بخلقهما ولا عدمه؛ لاحتمال أدلة القولين كما مرَّ، فتعين القول بالتجويز، والمسألة مما لا تكليف علينا فيها.

  قال المرتضى بعد ذكر القولين: وبأيهما قال به القائل فغير مأثوم؛ لأن هذا ليس مما تعبدنا به ولا فرضت معرفته، ولا فرض علينا إلا الإقرار بهما، والتصديق بما فيهما من الوعد والوعيد.

  وقال السيد محمد بن عز الدين المفتي: الخلاف فيها لا يثمر جدوى.

  قلت: ولقائل أن يقول: معرفة هذه المسألة من فروض الكفايات، معرفة خطاب الله وخطاب رسوله ÷ كما في غيرهما من مسائل علم الكلام؛ إذ لا نعرف معنى الإعداد لهما والإخبار برؤيتهما إلا بعد الخوض في المسألة؛ وإنما جعلناها من فروض الكفايات؛ لأن معرفة جميع المراد من خطاب الله تعالى ورسوله ليس من فروض الأعيان، وذلك معلوم، ويؤيده قوله # في وصف القرآن (بين مأخوذ ميثاق علمه، وموسع على العباد في جهله) رواه في النهج.