مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

تفسير قوله تعالى: {وبشر الذين آمنوا وعملوا الصالحات أن لهم جنات تجري من تحتها الأنهار كلما رزقوا منها من ثمرة رزقا قالوا هذا الذي رزقنا من قبل وأتوا به متشابها و

صفحة 2337 - الجزء 4

  قوله تعالى: {وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقًا قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ٢٥}⁣[البقرة]

  البشارة: قيل: هي أول خبر يرد على الإنسان خيراً كان أو شراً، وأكثر استعماله في الخير، ويدل عليه ما روي عن سيبويه أنه قال: هو خبر يؤثر في البشرة من حزن أو سرور. وقال الزمخشري: لا يستعمل إلا في الخير، وهو ظاهر كلام الراغب، وما ورد في الشر محمول على التهكم والاستهزاء، والعمل: كل فعل يكون من الحيوان بقصد، فهو أخص من الفعل؛ لأن الفعل قد ينسب إلى الحيوان الذي يفعل بلا قصد، وقد ينسب إلى الجماد، والعمل قلّما ينسب إلى ذلك، ولم يستعمل إلا في قولهم: البقر العوامل، والعمل يستعمل في الأعمال الصالحة والسيئة.

  قال الراغب: والصلاح ضد الفساد، قيل: وهما مختصان في الاستعمال بالأفعال.

  والجنة: البستان الذي سترت أشجاره أرض. والأنهار: جمع نَهَر بفتح الهاء وجاء إسكانها، وهو المجرى الواسع، والمراد تجري ماء الأنهار، وإنما أسند الجري إلى الأنهار توسعاً، والأزواج: جمع زوج