مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

المسألة الأولى [دلالة الآية على البعث]

صفحة 2338 - الجزء 4

  وهو الواحد الذي يكون معه آخر، ويستعمل في الذكر والأنثى، قال الأصمعي: ولا تكاد العرب تقول: زوجة، وقيل: يقال للمرأة زوج في لغة الحجاز وزوجة في لغة تميم. والطهارة: النظافة، والخلود: البقاء الدائم الذي لا ينقطع؛ لقوله تعالى: {وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ}⁣[الأنبياء: ٣٤] فنفى الخلد عن البشر مع أنه أعطى بعضهم العمر الطويل، والمنفي غير المثبت، فوجب القول بأن الخلد البقاء الدائم، وقال امرؤ القيس:

  وهل يعِمن إلا سعيد مخلد ... قليل هموم ما يبيت بأوجال

  وقيل: هو الثبات الطويل سواء دام أم لا؛ لتقييده بالتأبيد، ولو كان داخلاً في مقر يوم الخلود لكان تكراراً.

  قلت: وهو ضعيف؛ لاحتمال التأكيد. وفي الآية مسائل:

المسألة الأولى [دلالة الآية على البعث]

  هذه الآية من أدلة البعث، ووجه دلالتها أن الله تعالى قد أخبر - وهو الصادق في خبره - أن للمؤمنين هذه الجنان الموصوفة، والمعلوم أنه لم يصل إليهم في الدنيا شيء من ذلك، ولا بعد الموت في قبورهم؛ لأنا نجدهم عظاماً ورفاتا، فوجب القطع بأن وصول ذلك إليهم يكون في دار أخرى؛ وذلك لا يحصل إلا ببعثهم أحياء؛ إذ لا تحصل اللذة لغير الحي، وذلك معلوم، ولا خلاف فيه بين المسلمين وكثير من غيرهم.

  واعلم أن البحث عن مسألة البعث يكون إما عن وقوعه،