مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

تفسير قوله تعالى: {وبشر الذين آمنوا وعملوا الصالحات أن لهم جنات تجري من تحتها الأنهار كلما رزقوا منها من ثمرة رزقا قالوا هذا الذي رزقنا من قبل وأتوا به متشابها و

صفحة 2396 - الجزء 4

  وفي قوله: خلود لا موت دليل على أن الخلود هو الدوام، بدليل أنه عقب ذلك بالإخبار بانقطاع رجائهم، وجعله سبباً عن قول المنادي ... إلخ خلود لا موت، فلو لم يكن ذكر الخلود نصاً في الدوام لما صح إخباره بانقطاع رجائهم عند سماعه.

  وفي أمالي أبي طالب أيضاً: أخبرنا أبي، أنا حمزة، ثنا علي بن هاشم، عن أبيه، عن حسن الفارسي، عن إسماعيل بن أبي زياد، عن الصادق، عن أبيه، عن جده # قال: قال رسول الله ÷ لعلي #: «يا علي، ما من دار فرحة إلا تبعتها ترحة، وما من هم إلا له فرج إلا هم أهل النار، وما من نعيم إلا وله زوال إلا نعيم أهل الجنة، فإذا عملت سيئة فأتُبعها حسنة تمحها سريعاً، وعليك بصنائع الخير، فإنها تدفع عنك مصارع الشر».

  قوله: (ترحة) الترح: ضد الفرح، وهو الهلاك والانقطاع، والترحة: المرة الواحدة.

  وأخرج عبد بن حميد، والبخاري، ومسلم، وابن مردويه عن عمر عن النبي ÷ قال: «يدخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار، ثم يقوم مؤذن بينهم: يا أهل النار لا موت، ويا أهل الجنة لا موت، كل حاله فيما هو فيه».

  وأخرج البخاري عن أبي هريرة، قال: قال النبي - ÷: «يقال لأهل الجنة بخلود ولا موت، ولأهل النار خلود ولا موت».