مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

المسألة الحادية عشرة فيما يناسب الآية مما جاءت به السنة النبوية من أوصاف الجنة أسعدنا الله بدخولها آمين

صفحة 2395 - الجزء 4

  وفي أمالي أبي طالب: أخبرنا أبو العباس، أنا يعقوب بن إسحاق، ثنا محمد بن حسان، ثنا أحمد الأشعري، عن الحسن بن محبوب، عن أبي ولاد الخياط، عن الصادق، عن أبيه، عن جده في قوله تعالى: {وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ}⁣[مريم: ٣٩] قال: يقال لأهل الجنة: يا أهل الجنة، خلود ولا موت فيها أبداً، ويا أهل النار، خلود لا موت فيها أبداً؛ وذلك قوله تعالى: {إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ} قال: قضي على أهل الجنة الخلود فيها، وقضي على أهل النار الخلود فيها.

  وفيه: أخبرنا أبي، أنا حمزة بن القاسم، ثنا بكربن عبد الله، عن محمد بن زكريا، ثني محمد بن الحسين، ثني محمد بن عباد، عن أبيه، عن محمد بن الحنفية في خبر طويل أن علياً # قال للأحنف: فاحتل للدار التي خلقها الله ø من لؤلؤة بيضاء فشق فيها أنهارها، وغرس فيها أشجارها، وأظل عليها بالنضح من ثمارها، وكبسها بالعواتق من حورها، ثم أسكنها أولياءه وأهل طاعته، فإن فاتك يا أحنف ما ذكرت لك لترفلنَّ في سرابيل القطران، ولتطوفنَّ بينها وبين حميم آن، فكم يومئذٍ في النار من صلب محطوم، ووجه مشئوم، ولو رأيت وقد قام منادٍ ينادي: يا أهل الجنة ونعيمها وخيلها وحللها خلود لا موت، ثم يلتفت إلى أهل النار: يا أهل النار، يا أهل السلاسل والأغلال، خلود لا موت، فانقطع رجاؤهم وتقطعت بهم الأسباب، فهذا ما أعدَّ الله ø للمجرمين، وذلك ما أعدَّ الله ø للمتقين.

  قلت: وفي قوله: فإن فاتك يا أحنف ... إلخ، دليل على أنه لا دار ثالثة، وأنه لا دار في الآخرة إلا الجنة أو النار.