تفسير قوله تعالى: {إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها فأما الذين آمنوا فيعلمون أنه الحق من ربهم وأما الذين كفروا فيقولون ماذا أراد الله بهذا مث
  قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ ٢٦ الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ٢٧}[البقرة].
  الحياء: تغير وانكسار يعتري الإنسان من تخوف ما يعاب به ويذم.
  والضرب: إمساس جسم بجسم بعنف، ويكنى به عن السفر في الأرض، ويكون بمعنى الصنع والاعتمال.
  وقال الراغب: الضرب إيقاع كل شيء على شيء، قال: ولتصور اختلاف الضرب خولف بين تفاسيرها. ثم ذكر في تفسيرها صوراً، وجعل ضرب المثل من ضرب الدراهم، وضرب الدراهم عنده من الضرب بنحو اليد كالسيف والعصا اعتباراً بضربها بالمطرقة(١)، وهو قريب مما ذكره الزمخشري فإنه قال: ضرب المثل اعتماده وصنعه منضرب اللبن، وضرب الخاتم، وكذلك ضرب الدرهم فيه اعتماد وصنع. والمثل: في الأصل بمعنى المِثْلِ وهو النظير، ثم قيل
(١) انظر المفردات في غريب القرآن للراغب ص ٢٩٤، ٢٩٥.