مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

تفسير قوله تعالى: {إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها فأما الذين آمنوا فيعلمون أنه الحق من ربهم وأما الذين كفروا فيقولون ماذا أراد الله بهذا مث

صفحة 2402 - الجزء 4

  للقول السائر الممثل مضربه بمورده مثل، ولم يضربوا مثلاً إلا قولاً فيه غرابة من بعض الوجوه.

  والبعوضة: واحدة البعوض، وهو البق، وقيل: صغاره.

  والحق: الثابت الذي لا سبيل إلى إنكاره، يقال: حَقَّ الأمرُ إذا ثبت ووجب، وحقّتْ كلمةُ ربك، وثوب محقق محكم النسج.

  وقال الراغب: الحق في الأصل المطابقة والموافقة، كمطابقة رجل الباب في حقه لدورانه على استقامة، وذكر أنه يطلق على معان، فيقال لموجد الشيء بحسب ما تقتضيه الحكمة، ولهذا قيل في الله تعالى: هو الحق، وللفعل الموجود بحسب الحكمة، ولذا يقال: فعل الله تعالى حق، وللاعتقاد المطابق كقولنا: اعتقاد فلان في البعث حق، وللفعل والقول الواقع بحسب ما يجب بقدر ما يجب في الوقت الذي يجب، كقولنا: فعلك حق، وقولك حق، وإذا قيل: أحققت كذا، فمعناه أثبته حقاً، أو حكمت به حقاً، وقد يستعمل استعمال اللازم والواجب والجدير، كقوله تعالى: {وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ ٤٧}⁣[الروم].

  والإرادة: طلب نفسك الشيء، وميل قلبك إليه، فهي نقيض الكراهة، والفسق، والخروج، والنقض: فك تركيب الشيء ورده إلى ما كان عليه أولاً، فنقضُ البناءِ هدمه، ونقضُ المبرمِ حَلَّه.