تفسير قوله تعالى: {إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها فأما الذين آمنوا فيعلمون أنه الحق من ربهم وأما الذين كفروا فيقولون ماذا أراد الله بهذا مث
  للقول السائر الممثل مضربه بمورده مثل، ولم يضربوا مثلاً إلا قولاً فيه غرابة من بعض الوجوه.
  والبعوضة: واحدة البعوض، وهو البق، وقيل: صغاره.
  والحق: الثابت الذي لا سبيل إلى إنكاره، يقال: حَقَّ الأمرُ إذا ثبت ووجب، وحقّتْ كلمةُ ربك، وثوب محقق محكم النسج.
  وقال الراغب: الحق في الأصل المطابقة والموافقة، كمطابقة رجل الباب في حقه لدورانه على استقامة، وذكر أنه يطلق على معان، فيقال لموجد الشيء بحسب ما تقتضيه الحكمة، ولهذا قيل في الله تعالى: هو الحق، وللفعل الموجود بحسب الحكمة، ولذا يقال: فعل الله تعالى حق، وللاعتقاد المطابق كقولنا: اعتقاد فلان في البعث حق، وللفعل والقول الواقع بحسب ما يجب بقدر ما يجب في الوقت الذي يجب، كقولنا: فعلك حق، وقولك حق، وإذا قيل: أحققت كذا، فمعناه أثبته حقاً، أو حكمت به حقاً، وقد يستعمل استعمال اللازم والواجب والجدير، كقوله تعالى: {وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ ٤٧}[الروم].
  والإرادة: طلب نفسك الشيء، وميل قلبك إليه، فهي نقيض الكراهة، والفسق، والخروج، والنقض: فك تركيب الشيء ورده إلى ما كان عليه أولاً، فنقضُ البناءِ هدمه، ونقضُ المبرمِ حَلَّه.