المسألة الرابعة [في مسألة الإرادة]
الشبهة السادسة [الأمر هل يقتضي القضاء]
  أنه أمر بجهاد الكفار، وهو لا يتم إلا بأن يقاتلونا، فاقتضى ذلك أنه يريد قتالهم إيانا وهو معصية، وندبنا إلى الشهادة وهي لا تتم إلا بفعل الظالم فاقتضى إرادته.
  والجواب: أنه أراد منًا الجهاد، وطلب الشهادة. ولم يرد منهم ذلك، بل هو كاره لقتالهم إيانا؛ لأنه إنما أمر بجهادهم لكفرهم لا ليقاتلونا.
الشبهة السابعة [خلق إبليس]
  أنه خلق إبليس وأنظره(١)، مع علمه بأنه يدعو إلى المعاصي، فدل على أنه يريدها.
  والجواب: أن نهيه عن الإغواء دليل على كراهتها، وحسن خلقه وإنظاره لأمر آخر قد ذكرناه في الاستعاذة.
الشبهة الثامنة [كراهة الله للمعاصي]
  أنه تعالى لو كره المعاصي ولم يردها لصح أن يقال: إنها وقعت سواء شاءها الله أم أباها، وسواء سخطها أم رضيها، ومن يرتكب هذا فهو كافر.
  والجواب: أن الإباء للشيء يكون بمعنى الكراهة له مع المنع منه، يقال: أبى الظلم أي كرهه ومنع منه، وبمعنى الكراهة فقط، فإن أراد
(١) في الأصل: وانظاره، ولعل الصواب ما أثبتناه.