مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

المسألة الرابعة [في مسألة الإرادة]

صفحة 2481 - الجزء 4

الشبهة السادسة [الأمر هل يقتضي القضاء]

  أنه أمر بجهاد الكفار، وهو لا يتم إلا بأن يقاتلونا، فاقتضى ذلك أنه يريد قتالهم إيانا وهو معصية، وندبنا إلى الشهادة وهي لا تتم إلا بفعل الظالم فاقتضى إرادته.

  والجواب: أنه أراد منًا الجهاد، وطلب الشهادة. ولم يرد منهم ذلك، بل هو كاره لقتالهم إيانا؛ لأنه إنما أمر بجهادهم لكفرهم لا ليقاتلونا.

الشبهة السابعة [خلق إبليس]

  أنه خلق إبليس وأنظره⁣(⁣١)، مع علمه بأنه يدعو إلى المعاصي، فدل على أنه يريدها.

  والجواب: أن نهيه عن الإغواء دليل على كراهتها، وحسن خلقه وإنظاره لأمر آخر قد ذكرناه في الاستعاذة.

الشبهة الثامنة [كراهة الله للمعاصي]

  أنه تعالى لو كره المعاصي ولم يردها لصح أن يقال: إنها وقعت سواء شاءها الله أم أباها، وسواء سخطها أم رضيها، ومن يرتكب هذا فهو كافر.

  والجواب: أن الإباء للشيء يكون بمعنى الكراهة له مع المنع منه، يقال: أبى الظلم أي كرهه ومنع منه، وبمعنى الكراهة فقط، فإن أراد


(١) في الأصل: وانظاره، ولعل الصواب ما أثبتناه.