المسألة الرابعة [في مسألة الإرادة]
  وكذلك قول علي # في قتل عثمان: (والله ما كرهت ولا رضيت) أو كما قال، فقابل الكراهة بالرضا. وهي ضد الإرادة، وكذلك الولاية، والموالاة معناها إرادة النفع، وكراهة الضرر.
  قال الإمام المهدي: ولا بُدَّ من تعظيمه مع الموالاة؛ لأنا لا نسمى أولياء لليهود، وإن كرهنا مضرتهم في الدنيا وأردنا نفعهم، ومنه قوله تعالى: {اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ}[البقرة: ٢٥٧] ونحوها، وقد نريد نفع الأعداء ودفع المضار عنهم أيام الهدنة. ولا نكون بذلك موالين.
تنبيه
  قال النجري: وقولنا إن الرضا وما ذكر معه بمعنى إرادة النفع وكراهة الضرر والسخط بالعكس إنما هو في الشاهد، فأما في القديم تعالى فليس معناهما إلا الإرادة فقط؛ إذ لا يكره الله عقاب الأنبياء ولا ثواب الكفار؛ لأنه لا يكره القبيح من فعله لعدم الفائدة كما تقدم.
تنبيه
  وما تقدم من أن الألفاظ المذكورة بمعنى إرادة النفع إلى آخره في حق الله تعالى إنما هو عند أكثر أصحابنا، خلافاً للإمام القاسم بن محمد وأتباعه فقالوا: معنى رضا الله ومحبته، والولاية بمعنى(١) المحبة الحكم باستحقاق الثواب قبل وقته، وإيصاله إليه في وقته، والكراهة الحكم
(١) لا التي بمعنى ملك التصرف. تمت مؤلف.