المسألة السادسة [استطراد في استدلال المجبرة]
  الوجه الرابع: أن التصورات غير كسبية، والتصديقات البديهية غير كسبية؛ وذكر نحو ما تقدم في المقام الثاني من الفصل الثاني في الموضع الرابع في المسألة السابعة من مسائل قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ ...}[البقرة: ٢١].
  والجواب عن الوجه الأول قد مرَّ في السادسة من مسائٍل المقدمة، وفي السابعة من مسائل قوله تعالى: {خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ}[البقرة: ٧] وكذلك الجواب عن الثاني قد مرَّ في الرابعة من مسائل هذه الآية(١)، والجواب عن الثالث يؤخذ من السابعة من مسائل قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ}[البقرة: ٢١]، ومن جواب الشبهة الرابعة من الثالثة عشرة من مسائل قوله تعالى: {خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ}[البقرة: ٧]، والجواب عن الرابع قد مرَّ في ذلك المقام.
المسألة السادسة [استطراد في استدلال المجبرة]
  قد مرَّ في المسألة الرابعة من هذه الآيةً أن المجبرة استدلوا بهذه الآية على أن الله تعالى يريد القبائح من العباد.
  والجواب: أن ذلك اغترار منهم بالظاهر، وقد أوضحنا بما ذكرنا من وجوه التأويل السابقة أن الآية ليست على ظاهرها، وبه يبطل تمسكهم بها.
(١) أي قوله: {خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ}. تمت مؤلف.