مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

المسألة السابعة [شبه المجبرة والرد عليها]

صفحة 2514 - الجزء 4

  على حد إطلاقها على الواحد منَّا، سيما عند العوام، وقد تقدمت إشارة إلى هذا في العاشرة من مسائل الحمد لله.

  فإن قيل: قد ذكر السيد أحمد الشرفي في (شرح الأساس) أنه لا يجوز منا الإطلاق إلا بقرينة ظاهرة تصرف عن الخطأ ولا تكفي النية والقصد، قال: وليس كذلك ما في الكتاب والسنة الصحيحة من ذلك، فإنه يكفي في تخصيصه بالمعنى الجائز في حقه تعالى بالعقل بما قد عرف من الأدلة القطعية.

  قيل: هذه دعوى من السيد | كيف وقد وصف الله تعالى القرآن بأنه هديً وتبياناً⁣(⁣١) لكل شيء، وأنه يهدي للتي هي أقوم، ووصفه رسول الله ÷ بنحو ذلك، وأمر باتباعه، وأخذ الهدى منه، والتدبر لآياته، ونحوه من كلام الوصي، وقد مرَّ في المقدمة وغيرها كثير من ذلك، وجاء في القرآن من الحث على اتباع الرسول والتأسي به ما لا يخفى؛ وكل ذلك يدل على أنه يجوز منا أن نطلق على الله تعالى ما قد أطلق جنسه في الكتاب والسنة، ويزيده وضوحاً ما مرَّ من قول أمير المؤمنينَ # (فما دلك القرآن عليه من صفته فأتم به).

  الوجه الثاني: أن أمير المؤمنين # قد أطلق لفظ القضاء والقدر في أفعالنا في جوابه للشامي، واكتفى بالقرينة العقلية، ولما عرف أن السائل لا يهتدي إليها عرفه المعنى الصحيح الذي أراده، وقد مرَّ


(١) هكذا في الأصل، ولعل وجه النصب الحكاية. والله أعلم.