المسألة التاسعة [في الفسق والفساق]
تنبيه [الفرق بين الفاسق والكافر عند العترة]
  وما مرَّ عن أئمة العترة من أن الفاسق لا يسمى كافراً، فالمراد أنه لا يسمى كافراً بالمعنى الذي ذهبت إليه الخوارج، وأما إطلاق الكفر عليه وتسميته به على معنى أنه كافر بأنعم الله فهو قول الصادق، والقاسم، والناصر، ونصَّ عليه الهادي في مسائل الرازي ولم يقيده بكفر النعمة، بل أطلق القول بكفره، وأطال في الاحتجاج عليه، وأطلقه أيضاً غيره، والظاهر أنه إجماع قدماء العترة $.
  قال القاسم: والكافر من لم يحكم بما أنزل الله، وأقام على ما نهى الله عنه، لقوله سبحانه: {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ ٤٤}[المائدة] وهذا مما لا اختلاف فيه عن آل رسول الله ÷ يجهله منهم إلا كل جهول. ذكره في (الجامع الكافي).
  وفي الجامع أيضاً عن القاسم في قوله تعالى: {وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ ٩٧}[آل عمران] قال: الكفر هو الترك بعد الاستطاعة، ومن ذلك أيضًا إنكاره وجحوده. وفيه عن الباقر في هذه الآية قال: من لم يكن به من مرض أو سلطان فلم يحج فهو كما قال الله، وفيه عن الحسن بن يحيى، ومحمد بن منصور أن من ترك صلاة واحدة متعمداً حتى مات وهو ذاكرٌ لها، مستطيع أن يؤديها فلم يؤدها فهو كافر.
  وفي (شرح القلائد) للإمام المهدي أن الحاكم حكى هذا القول - يعني تسمية الفاسق كافر نعمة - عن الزيدية.
  قلت: وهو مذهب الإمام أحمد بن سليمان. ورواه عن المعتزلة؛