مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

تفسير قوله تعالى: {إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها فأما الذين آمنوا فيعلمون أنه الحق من ربهم وأما الذين كفروا فيقولون ماذا أراد الله بهذا مث

صفحة 2550 - الجزء 4

  وفي أمالي المرشد بالله عن الحسن، قال: قال رسول الله - ÷: «لا إيمان لمن لا أمانة له، ولا دين لمن لا عهد له» وفي سنده من لا أعرفه.

  وأخرج أحمد، والبزار، وابن حبان، والطبراني في الأوسط، والبيهقي في الشعب، عن أنس قال: خطبنا رسول الله ÷ فقال: «لا إيمان لمن لا أمانة له، ولا دين لمن لا عهد له» وأخرجه الطبراني في الكبير من حديث عبادة بن الصامت وأبي أمامة، وفي الأوسط من حديث ابن عمر.

  وأخرج البخاري في تاريخه، والحاكم وصححه. عن عائشة، قالت: قال رسول الله ÷: «حسن العهد من الإيمان» وقد مرَّ في مسألة النفاق⁣(⁣١) والخداع والحيلة⁣(⁣٢) ما يؤيد هذاء ووجوب الوفاء بالعهد معلوم عقلاً لا يخالف فيه أحد من العقلاء على اختلاف طرائقهم، وتباين أديانهم، كما قال أمير المؤمنين # في عهده للأشتر: (وإن عقدت بينك وبين عدو لك عقدة وألبسته منك ذمة فحط عهدك بالوفاء، وارع ذمتك بالأمانة، واجعل نفسك جنة دونما أعطيت، فإنه ليس من فرائض شيء الناس أشد عليه اجتماعاً مع تفرق أهوائهم وتشتت آرائهم من تعظيم الوفاء بالعهود، وقد لزم ذلك المشركون فيما بينهم دون المسلمين؛ لما استوبلوا من عواقب الغدر؛ فلا تغدرن بذمتك، وتخيسن بعهدك، ولا تختلن عدوك، وغيرم


(١) في قوله: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ}. تمت مؤلف.

(٢) كلاهما في قوله: {يُخَادِعُونَ اللَّهَ}. تمت مؤلف.