المسألة الخامسة عشرة [دلالة الأمر في الآية]
المسألة الخامسة عشرة [دلالة الأمر في الآية]
  دلَّ قوله: {وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ}[البقرة: ٢٧] على أن مسمى الأمر الذي هو الصيغة للوجوب؛ لأن الله ذم هؤلاء على عدم امتثال ما أمر الله به من الصلة، والمعلوم أن الأمر بالوصل على اختلاف القول فيه إنما كان بالصيغة المخصوصة، وقد تقدم البحث في المسألة في قوله تعالى: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ٦}[الساعة].
المسألة السادسة عشرة [خاتمة الآية]
  أما الفساد في الأرض فقد مرَّ في قوله تعالى: {لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ}[البقرة: ١١] ما يغني ويكفي، وأما وصفهم بالخسران فلأنهم استبدلوا النقض بالوفاء، والقطع بالوصل، والإفساد بالإصلاح، والعقاب بالثواب. وقيل: الخاسرون بفوت التوبة، ولزوم العقوبة. وقيل: خسروا نعيم الآخرة. وقيل غير ذلك.
  قال القفال: وبالجملة إن الخاسر اسم عام يقع على كل من عمل عملاً لا يجزى عليه فيقال له: خاسر؛ كالرجل إذا أعطى شيئاً ولم يأخذ بإزائه ما يقوم مقامه. والله أعلم.