المسألة الأولى [كفر الجحود]
  قوله تعالى: {كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ٢٨}[البقرة].
  الاستفهام للتقريع، والتوبيخ، والإنكار. وفي الآية مسائل:
المسألة الأولى [كفر الجحود]
  يحتمل أنه أنكر عليهم الكفر بالله الذي بمعنى الجحود؛ لأن معهم من الآيات ما يصرفهم عن الكفر، ويدعوهم إلى الإيمان بالله تعالى، وإلى توحيده، ولو لم يكن إلا إحياؤهم بعد أن كانوا أمواتاً. ثم أماتهم بعد ذلك فإن المحيي المميت هو الذي يكون إلهاً، وأما غيره من الأصنام ونحوها فلا تصلح للإلهية؛ لعدم قدرتها على ما ذكر، ويحتمل أن يراد بالكفر عدم الشكر على نعمه الجسام، التي من أعظمها وأصولها نعمة الحياة المذكورة في هذه الآية، فتكون الآية دليلاً على أن شكر المنعم واجب.
المسألة الثانية [الرد على الطبائعية]
  في هذه الآية رد لقول الطبائعية والمنجمين ونحوهم؛ لأنها تدلُّ على أنه لا يقدر على الإحياء والإماتة إلا الله؛ إذ لو كان لغيره تأثير فيهما