المسألة الثالثة [دلالة الآية على أن الكفر من العباد]
  لم يصح إنكار كفرهم بمن فعل ذلك؛ لأن لهم أن يقولوا: لا وجه لإنكارك علينا لأجل تلك النعمة؛ لأن غيرك الذي فعلها بنا، أو أنك غير مختص بالقدرة عليها. والله أعلم.
المسألة الثالثة [دلالة الآية على أن الكفر من العباد]
  في الآية دليل على أن الكفر من قبل العباد، وإلا لما صح التوبيخ عليه وإنكار وقوعه منهم، كما لا يصح التوبيخ على صورهم وألوانهم، وأيضاً. لو لم يكن فعلهم لكانت الحجة على الله لهم بأن يقولوا: أنت الذي خلقته فينا، وأنت الذي خلقت القدرة الموجبة له أو الداعي الموجب أو نحو ذلك؛ والحكيم لا ينكر على أحد ولا يحتج عليه بما يعلم فساده، وهذا واضح لا يحتاج إلى التطويل، وقد أجاب الرازي هنا بمسألة العلم، ومسألة الداعي والمرجح، وقد أجبنا عليهما فيما مر(١). وبالله التوفيق.
المسألة الرابعة [شبهة الاحتجاج بالآية على نفي عذاب القبر]
  احتج قوم بهذه الآية على نفي عذاب القبر، وآخرون على إثباته، وسيأتي بيان وجه الاستدلال بها. والكلام في المسألة يكون في أربعة مواضع:
  الأول: في الخلاف في عذاب القبر ونعيمه، وذكر ما احتج به كل فريق.
(١) في المقدمة في قوله: {سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ}. تمت مؤلف.