المسألة الرابعة [شبهة الاحتجاج بالآية على نفي عذاب القبر]
  ونحن نأتي هنا بما صح لنا من الحكايات عن أهل زماننا وغيرهم، مما يدلُّ على ثبوت الحياة في القبر وعذاب العصاة فيه، ولا ننقل إلا ما هو عندنا صحيح.
الحكاية الأولى
  ما رواه الإمام المهدي في (شرح القلائد) وصححه، قال: حدثنا السيد الأفضل ربيب حجر العبادة، ورضيع لبان الزهادة، سلالة الآباء الكرام، المؤيد بن أبي الفضائل بن محمد بن علي، في مسجد زيدان من مدينة صعدة، هجرة الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين #، وذلك أنا كنا قد سمعنا الحكاية عنه من غيره، فلما وصل إلينا إلى صعدة أيام قراءتنا فيها، أنا وحي صنوي - رحمة الله عليه -، وهذا السيد ابن خالنا، فوقف معنا أياماً، فسألته أنا وحي الصنو - قدس الله روحه - عما حكي لنا عنه من هذه القصة، وذكرناها له، فقال: نعم، هي كما حكي لكما، قال: وذلك أني كنت في صغري أيام تعلمي القرآن أتعلمه أنا وصبي يتيم كان معنا، فكانت قراءتي أنا وذلك الصبي مدة، ثم إنه توجّع أياما، ثم توفي وهو دون البلوغ، فكفنه والدي في ثوب كان أعطانيه، فلما حملوه للدفن سرت أنا معهم، وأنا يومئذٍ طفل صغير، وكنت أسمع من أهلي أن الأطفال يسمعون عذاب القبر دون المكلفين، قال: فلما دفنوه وفرغوا وانصرفوا تأخرت عنهم عند القبر لأسمع ما يكون فيه، قال: فانفردت على القبر بعد انصرافهم