المسألة الرابعة [شبهة الاحتجاج بالآية على نفي عذاب القبر]
  مصغياً سمعي، فسمعت في القبر صوت شخص يتلو هذه الآية الكريمة: {أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ٦٢}[يونس] قال: ثم سمعت كلاماً لم أفهم منه إلا كلمة واحدة سمعتها من الصبي، وأنا أعرف صوته وكلامه، سمعته يقول: هذا ثوب السيد المؤيد، أظنه يعني الكفن، قال: ثم انصرفت عن القبر فأخبرت بما سمعت.
  قال الإمام المهدي: هكذا سمعت أنا وحي الصنو من لسانه في الموضع المذكور، وهو في الفضل والورع، وصدق اللهجة أشهر من أن يوصف.
الحكاية الثانية
  رواها الإمام المهدي أيضاً وصححها، قال: أخبرتنا الأخت الشريفة المطهرة العالمة العاملة، عادت بركتها، قالت: حدثتها امرأة جيدة أنها وجدت جمجمة ميت في خلاء لا تشك أنها رأس ابن آدم، فرأت في جبهته إبرة مطرزة رتقاً في العظم، كما تطرز في حاشية الثوب، فعجبت من كونها في العظم على الهيئة التي تغرز في الخرقة، قالت: فاستخرجت الإبرة من تلك الجمجمة، وحملتها بيتي، فوضعتها في حقأ ونحوه، فلبثت أياماً فاحتجت إليها، فطلبتها في الموضع الذي وضعتها فيه فلم أجدها، فعدت إلى موضع الجمجمة التي استخرجت الإبرة منها فوجدت الإبرة قد أعيدت إلى موضعها ذلك، فتركتها فيه وانصرفت فزعة من ذلك.