مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

المسألة الرابعة [شبهة الاحتجاج بالآية على نفي عذاب القبر]

صفحة 2609 - الجزء 4

  الذي كان ذلك الرجل متلبساً بها في الظاهر، فسألت واستقصيت الذين كانوا يطلعون على حقيقة أحواله، فأخبروني أنه كان يأكل الربا، فإنه كان تاجرًا ثم كبر وبقي معه شيء من الحطام فلم ترض نفسه الظالمة الخبيثة أن يأكل من جنبه⁣(⁣١) حتى يأتيه الموت، بل سوَّلَ له الشيطان محبة المعاملة بالربا حتى لا ينقص ماله، فأوقعه في ذلك العذاب الأليم، حتى في رمضان، حتى في ليلة القدر. هكذا ساق هذه الحكاية ابن حجر المذكور | ثم قال: ولما قلت ذلك لبعض أهل بلده قال لي: أعجب منه عبد الباسط رسول القاضي فلان، قال ابن حجر: وهذا الرسول أعرفه أيضاً كان رسولاً للقضاة أول أمره، ثم صار ذا ثروة.

  فقلت: وما شأنه؟

  قال: لما حفرنا قبره لننزل عليه ميتاً آخر رأينا في رقبته سلسلة عظيمة، ورأينا في تلك السلسلة كلباً أسوداً⁣(⁣٢) عظيماً مربوطاً معه فيتلك السلسلة، وهو واقف على رأسه يريد نهشه بأنيابه وأظفاره، فخفناه خوفاً عظيماً، وبادرنا برد التراب في القبر.

  قالوا: ورأينا فلاناً عن رجل آخر لما حفرنا قبره لم يبقَ منه إلا جمجمة رأسه، فإذا فيها مسامير عظيمة القدر عريضة الرؤوس مدقوقة فيها كأنها باب عظيم، فتعجبنا منها وردينا عليها التراب.


(١) أي من جنب ماله أي ذاته. تمت مؤلف.

(٢) إنما صرف أسود للتناسب. تمت مؤلف.