مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

المسألة الخامسة [شبهة استدلال المجسمة بهذه الآية على أن الله ø شأنه في كل مكان]

صفحة 2649 - الجزء 4

  إذا أريد به المعنى الصحيح، وهذا قول أحمد بن عيسى، والقاسم بن إبراهيم، والهادي، والإمام أحمد بن سليمان $، ورواه الهادي، وابن أبي الحديد عن الموحدين، وحكاه ابن أبي الحديد في موضع آخر عن المعتزلة، واختاره السيد محمد بن عز الدين المفتي، ورواه عن عامة الآل $.

  وقال أبو القاسم البلخي: لا يجوز إلا مقيداً بما يرفع الوهم، فيقال: الله تعالى بكل مكان، أي حافظ مدبر؛ لئلا يوهم الخطأ.

  وقال الإمام المهدي: لا يجوز ذلك مطلقاً، وراوه النجري عن جمهور المعتزلة وغيرهم؛ لأنه مجاز، فلا بد من علاقة، والعقل لا يهتدي إلى القدر المبيح للتشبيه من العلاقة، فلا يجوز إلا بإذن سمعي، وهو أن يرد من كلام الله أو كلام رسوله.

  والجواب: أنه قد ورد الإذن بذلك، قال تعالى: {وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ}⁣[الحديد: ٤]، وقال: {وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ}⁣[الزخرف: ٨٤] {وَمَا كُنَّا غَائِبِينَ ٧}⁣[الأعراف] و {إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى ٤٦}⁣[طه] و غير ذلك.

  ومن كلام الوصي # مع ما مرَّ: (لا يقال: له حد ولا نهاية، ولا انقطاع ولا غاية، ولا أن الأشياء تحويه، فتقله أو تهويه، أو أن شيئًا يحمله، فيميله أو يعدله، وليس في الأشياء بوالج، ولا عنها بخارج).

  وقال #: (سبق في العلو فلا شيء أعلى منه، وقرب في الدن وفلا شيء أقرب منه، فلا استعلاؤه باعده عن شيء من خلقه، ولا قربه ساواهم به في المكان).