مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

المسألة التاسعة [معني الاستواء في الآية]

صفحة 2737 - الجزء 5

  وقيل: إن إلى بمعنى على، أي استوى على السماء، والمعنى أنه تفرد بملكها، ولم يجعلها كالأرض ملكاً لخلقه. ومعناه على هذا الاستيلاء، كما قال الشاعر:

  قد استوى بشر على العراق ... من غير سيف ودم مهراق

  قال: وقال الحسن البصري: معناه تحول أمره إلى السماء واستقر فيها، والاستواء الاستقرار فيكون على حذف مضاف، أي ثم استوى أمره إلى السماء، أي استقر؛ لأن أوامره تنزل إلى الأرض من السماء.

  وقيل: المعنى كمل صنعه فيها، كما تقول: استوى الأمر. وفيه ضعف؛ إذ لا يقال: كمل إلى هذا الشيء.

  وقيل: الضمير عائد إلى الدخان. قال أبو حيان: وهذا بعيد جداً، يبعده قوله تعالى: {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ}⁣[فصلت: ١١]، واختلاف الضمائر، وعوده على غير مذكور ولا يفسره سياق الكلام.

  وهذه التأويلات كلها فرار عما تقرر في العقول من أن اللّه يستحيل أن يتصف بالانتقال المعهود في غيره سبحانه وتعالى، وأن يحل فيه حادث، أو يحل هو في حادث، وسيأتي الكلام على الاستواء بالنسبة إلى العرش إن شاء الله.