مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

تفسير قوله تعالى: {وعلم آدم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة فقال أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين 31 قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العلي

صفحة 2828 - الجزء 5

  أنه يقال: هل علمت الفقه أو ظننته، والفقيه لا يكون فقيها حتى يعلم جملاً من الفقه أو يظنها.

  ويجاب بأن هذا مخالف لما عليه محققو الأصوليين فإنهم لم يفسروا الفقه إلا بالعلم أو بالعلم والظن وفي (شرح الجمع) ما معناه: إن جميعهم عرفوا الفقه بالعلم بالأحكام لأنفسها مع أنه أقرب إلى المعنى اللغوي، سلمنا فهو من إطلاق المصدر مراداً به اسم المفعول وهو شائع.

  ومنها: أنه يخرج منه علم الصحابة، فلا يسمى فقهاً؛ لأنه حاصل عن اضطرار لتلقيهم من النبي ÷.

  وأجيب بأن المراد بالعلم التهيؤ كما مر، وإمكان الاستنباط من الأدلة والصحابة كانوا كذلك.

  الرابع من حدود الفقه: قول الإمام يحيى بن المحسن، وهو أنه جملة من الأحكام الشرعية، أو جمل معلومة، أو مظنونة على سبيل التفصيل لا يعلم اضطراراً أنها من الدين. وشروطها، وأسبابها، وعللها، وطرقها والاعتراض عليه يعلم مما مر، ومما يختص به أن⁣(⁣١) جعل الفقه هو نفس الأحكام، وقد مر أنه خلاف قول المحققين، وأنهم يجعلونه اسماً لما تعلق بالأحكام من علم فقط، أو من علم وظن على الخلاف.


(١) هكذا في الأصل، ولعلها (أنه) واللّه أعلم.