تفسير قوله تعالى: {وعلم آدم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة فقال أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين 31 قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العلي
  السادس والعشرون: الخبرة. قال في القاموس: الخبر والخبرة بكسرهما ويضمان والمخبرة والمخبرة: العلم بالشيء، كالاختبار، وفي المختار: وخبر الأمر علمه، وبابه نصر، والاسم الخبر بالضم وهو العلم بالشيء، ثم قال: وخبره إذا بلاه واختبره، وبابه نصر وخبره أيضاً بالكسر.
  وقال الراغب: الخبر العلم بالأشياء المعلومة من جهة الخبر، وخبرته خبراً وخبره وأخبرت: علمت بما حصل لي من الخبر، وقيل: الخبرة المعرفة ببواطن الأمور.
  وقال الرازي: الخبرة هي معرفة يتوصل إليها بطريق التجربة.
  قلت: وهذا هو معناها في الاصطلاح.
  السابع والعشرون: الرأي. وهو في أصل اللغة مصدر رأى الشيء يراه رأياً، ثم غلب على المرئي نفسه من باب استعمال المصدر في المفعول، وهو اسم لما يعلم بالقلب، ولكنهم خصوه بما يراه القلب بعد فكر وتأمل وطلب لمعرفة وجه الصواب مما تعارض فيه الأمارات، فلا يقال لمن رأى بقلبه أمراً غائباً عنه مما يحس به إنه رأيه، ولا للأمر المعقول الذي لا تختلف فيه العقول ولا تتعارض فيه الأمارات إنه رأي وإن احتاج إلى فكر وتأمل، كدقائق الحساب ونحوها.
  وقال الرازي: الرأي إحاطة(١) الخاطر في المقدمات التي يرجى منها إنتاج المطلوب، وهو للفكر كالآلة للصانع، ولهذا قيل: إياك والرأي الفطير.
(١) ظ إجالة. تمت مؤلف.