مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

المسألة الخامسة [توقيف اللغة]

صفحة 2851 - الجزء 5

  قال الرازي: ولهذا لا يقال للمدرس معلم مطلقاً، حتى لو أوصى للمعلمين لم يدخل المدرس، فلا يطلق على اللّه إلا مقيداً، ولولا العرف لحسن إطلاقه.

  وقال أبو علي: بل يوصف به؛ إذ فعل العلم في غيره بدليل الآية وذلك هو معنى معلم.

المسألة الخامسة [توقيف اللغة]

  استدل بالآية على أن اللغات توقيفية ومعناه أنها حاصلة بتعليم اللّه تعالى عباده إما بالوحي إلى بعض أنبيائه، أو بخلق الأصوات إما بأنه يخلق في كل شيء إسماع اسمه، أو يخلق في بعض الأجسام إسماع اسمه واسم غيره، وإما بخلق علم ضروري في بعض العباد بها.

  والكلام في المسألة يكون في ثلاثة مواضع: الأول: في بيان الحاجة إلى الوضع وذكر حقيقته، الثاني: في الخلاف في أدلة الألفاظ هل بالوضع أو بغيره، الثالث: في الخلاف في تعيين الواضع وذكر الحجج على ذلك.

الموضع الأول: في بيان الحاجة إلى الوضع وذكر حقيقته

  فأما بيان الحاجة إليه فاعلم أن كل أحد من الناس محتاج إلى وضع اللغات للتعبير عما في ضميره؛ لأنه لا يستقل بنفسه، بل يحتاج إلى من يعاونه في أمر معاشه، وتفهيم ما ينفعه في معاده، والإشارة والمثال وهو الجرم الموضوع على شكل الشيء لا تكمل إفادتهما،