مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

المسألة الثامنة [في المعاصي هل تقع من الملائكة]

صفحة 2866 - الجزء 5

المسألة السابعة [في تكليف ما لا يطاق]

  من الناس من تمسك بقوله تعالى: {أَنْبِئُونِي} على جواز تكليف ما لا يطاق، وهو باطل؛ لأن الأمر فيه للتعجيز، لا للتكليف، ويدل عليه قوله: {إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ٣١}⁣[البقرة].

المسألة الثامنة [في المعاصي هل تقع من الملائكة]

  تمسك من قال بمعصية الملائكة لقولهم: {أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا}⁣[البقرة: ٣٠] بقوله تعالى حكاية عنهم: {سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا ...} الآية [البقرة: ٣٢]، وقالوا: هذا منهم اعتذار وتوبة عن ذلك الذنب.

  وأجاب النافون للمعصية عنهم بوجهين:

  أحدهما: أنهم إنما قالوا ذلك على وجه الاعتراف بالعجز والتسليم، كأنهم قالوا: لا نعلم إلا ما علمتنا، فإذا لم تعلمنا ذلك فكيف نعلمه.

  والثاني: أنهم إنما قالوا: {أَتَجْعَلُ فِيهَا} وقوله: {يُفْسِدُ فِيهَا} لأن اللّه تعالى أعلمهم ذلك: فكأنهم قالوا: إنك علمتنا أنهم يفسدون فقلنا لك أتجعل، وأما هذه الأسماء فلم تعلمنا فكيف نعلمها.

  وعلى أي الوجهين فكلامهم هذا غاية في ترك الدعوى والاستسلام التام للّه تعالى.