المسألة الثامنة [في المعاصي هل تقع من الملائكة]
المسألة السابعة [في تكليف ما لا يطاق]
  من الناس من تمسك بقوله تعالى: {أَنْبِئُونِي} على جواز تكليف ما لا يطاق، وهو باطل؛ لأن الأمر فيه للتعجيز، لا للتكليف، ويدل عليه قوله: {إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ٣١}[البقرة].
المسألة الثامنة [في المعاصي هل تقع من الملائكة]
  تمسك من قال بمعصية الملائكة لقولهم: {أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا}[البقرة: ٣٠] بقوله تعالى حكاية عنهم: {سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا ...} الآية [البقرة: ٣٢]، وقالوا: هذا منهم اعتذار وتوبة عن ذلك الذنب.
  وأجاب النافون للمعصية عنهم بوجهين:
  أحدهما: أنهم إنما قالوا ذلك على وجه الاعتراف بالعجز والتسليم، كأنهم قالوا: لا نعلم إلا ما علمتنا، فإذا لم تعلمنا ذلك فكيف نعلمه.
  والثاني: أنهم إنما قالوا: {أَتَجْعَلُ فِيهَا} وقوله: {يُفْسِدُ فِيهَا} لأن اللّه تعالى أعلمهم ذلك: فكأنهم قالوا: إنك علمتنا أنهم يفسدون فقلنا لك أتجعل، وأما هذه الأسماء فلم تعلمنا فكيف نعلمها.
  وعلى أي الوجهين فكلامهم هذا غاية في ترك الدعوى والاستسلام التام للّه تعالى.