المسألة التاسعة [في المعارف]
فائدة [في ذم الدعاوى]
  قال بعض العارفين: ما بلا الخلق إلا الدعاوي؛ ألا ترى أن الملائكة لما قالوا: {وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ} كيف ردوا إلى الجهل حتى قالوا: {لَا عِلْمَ لَنَا}، وروي معناه عن جعفر الصادق.
المسألة التاسعة [في المعارف]
  احتجت الأشاعرة بقوله: {إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا} على أن المعارف والعلوم كلها مخلوقة للّه تعالى.
  أجابت العدلية بأن المراد لا علم لنا إلا من جهتك إلا بالتعليم أو بنصب الأدلة.
  أجابت الأشاعرة بأن التعليم عبارة عن تحصيل العلم في الغير، كالتسويد عبارة عن جعل السواد في الغير.
  قلنا: لا نسلم، بل هو عبارة عن إفادة الأمر الذي يحصل عنده العلم عند حصول الشرط وانتفاء المانع، ولذلك يقال: علمته فما تعلم، وذلك الأمر هو الدليل، واللّه تعالى قد فعله.
  قالوا: المؤثر في وجود العلم ليس هو الدليل، بل النظر، وهو فعل العبد، فلم يكن حصول العلم بتعليم اللّه تعالى، وإنه يناقض قوله: {إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا}