تفسير قوله تعالى: {وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين 34}
  قال قتادة في قوله تعالى {وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا}[يوسف: ١٠٠]: كان تحية الناس يومئذ سجود بعضهم لبعض، ويجوز أن تختلف الرسوم والعادات باختلاف الأزمنة والأوقات، يعني أنه مما يجوز تغيره بالنسخ؛ لأن الظاهر من شرعنا أنه لا يجوز السجود لأحد، ولو على جهة التحية والتكريم.
  وفي (الثمرات): أن السجود في ذلك الوقت كان تحيتهم، وامتد إلى وقت سجود إخوة يوسف.
  وقال القرطبي: الذي عليه الأكثر أنه كان مباحاً إلى عصر رسول اللّه ÷ وأن أصحابه قالوا له حين سجدت له الشجرة والجمل: نحن أولى بالسجود لك من الشجرة والجمل الشارد، فقال لهم: «لا ينبغي أن يسجد أحد لأحد إلا للّه رب العالمين». هكذا رواه القرطبي، وقد روى قصة سجود الشجرة والجمل جماعة من أصحابنا والمحدثين.
  قال محمد بن سليمان الكوفي في (المناقب): حدثنا علي بن عبد العزيز، قال: حدثنا مالك بن إسماعيل، قال: حدثنا إسحاق بن الفضل الهاشمي، قال: حدثنا المغيرة بن عطية، عن أبي الزبير، عن جابر بن عبد الله قال: كان في رسول اللّه - ÷ خصال: لم يكن يمر في طريق فيتبعه أحد إلا عرف أنه سلكه من طيب عرفه أو ريح عرقه، ولم يكن يمر بشجر ولا حجر إلا سجد له. فيما يظن إسحاق.
  وفي (شفاء) القاضي عياض عن جابر: لم يكن رسول اللّه ÷ يمر بحجر ولا شجر إلا سجد له. ونسبه الشارح إلى البيهقي.